تمدين شباب : تقرير خاص
منذ منتصف أغسطس 2025، شهد اليمن موجة أمطار غزيرة غير مسبوقة منذ عقود، تحولت إلى فيضانات جارفة اجتاحت المحافظات الشمالية والوسطى والساحلية والجنوبية. هذه الكارثة لم تقتصر على الخسائر المادية والبشرية، بل عمّقت من هشاشة الوضع الإنساني في بلد يعيش أصلاً أكبر أزمة إنسانية في العالم.
حجم الدمار
- أكثر من 100 ألف شخص تضرروا من الفيضانات في مختلف المحافظات.
- 16 ألف أسرة تضررت في محافظة حجة وحدها، وفق مفوضية اللاجئين.
- 6700 مأوى دُمر في مأرب، وتشريد 8400 أسرة نازحة.
- عشرات الضحايا ومئات الأسر باتت بلا مأوى في مناطق عدة.
مشاهد من المحافظات
- عدن: في 23 أغسطس، اجتاحت السيول أحياء البريقة والحسوة وبئر أحمد، جرفت السيارات وأغرقت المنازل، وأعلنت السلطات المحلية البريقة "منطقة منكوبة".
- شبوة: خلفت السيول ستة قتلى بينهم أطفال، ودماراً في المزارع والمركبات.
- حجة: انهار منزل وأسفر عن وفاة ثلاثة أطفال، فيما دُمّرت مساكن نازحين في عبس.
- الحديدة: غمرت السيول مخيمَي "الجشة" و"بني جحبر"، ما أدى إلى انهيار عشرات المساكن وتلف المؤن الغذائية.
قصص من قلب المأساة
- عمار، مزارع من يختل – المخاء: "هذه أول مرة أشهد فيضانًا بهذا الحجم. جرفت السيول منزلي ومحاصيلي وحظيرة الماشية… فقدنا كل شيء".
- حسين، مزارع من عبس – حجة: "السيول دمرت نظام الري الشمسي ودفنت الآبار. فقد الكثيرون مصدر رزقهم، وبعض العمال رفضوا العودة إلى المزارع خوفاً من السيول المفاجئة".
- أبوبكر بلغيث، من قرية المخبية: "غابات النخيل التي كانت مصدر حياة لقريتنا اختفت تحت المياه".
فجوات الاستجابة
رغم فتح المدارس كملاجئ مؤقتة، وتدخل فرق إغاثية لتوفير الغذاء والمياه والأدوية، تبقى الاستجابة محدودة أمام حجم الكارثة.
أكبر التحديات:
- نقص التمويل الدولي لخطط الاستجابة.
- بنية تحتية متهالكة تعيق عمليات الإنقاذ والإغاثة.
- تداخل آثار النزاع مع الكوارث الطبيعية، ما يزيد تعقيد الوضع.
دعوة عاجلة للتحرك
الأضرار الناتجة عن الفيضانات تكشف بوضوح أن اليمن في الخط الأمامي لأزمة المناخ. المطلوب الآن:
- زيادة فورية للتمويل الإنساني: خصوصاً في قطاعات المياه والصرف الصحي والمأوى.
- الاستثمار في حلول مستدامة: مثل محطات تنقية المياه بالطاقة الشمسية، تقنيات الري الحديثة، وحصاد مياه الأمطار.
- تمكين المنظمات المحلية: عبر دعم مالي مباشر لتسريع وصول المساعدات.
- تعزيز القدرة على الصمود: عبر مشاريع التكيف مع المناخ، إلى جانب الدفع نحو إنهاء الصراع كشرط للتعافي المستدام.
ختاماً : تثبت هذه الكارثة أن تغير المناخ لم يعد تهديداً بعيداً في اليمن، بل واقعاً يومياً يهدد الأرواح والممتلكات ويضاعف انعدام الأمن الغذائي والنزوح.
إن المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية عاجلة لدعم اليمن، ليس فقط بالاستجابة الطارئة، بل أيضاً بالاستثمار في بناء القدرة على الصمود أمام الصدمات المناخية المقبلة.